الساحة الهاشمية في عمان بين الشهيق والزفير
تتمتع الساحة الهاشمية بموقع إستراتيجي متميز على مستوى المملكة ، فهي تتواجد في قلب العاصمة عمان وتتناثر حولها المقاهي والمطاعم والفنادق الشعبية والسياحية ، إضافة إلى العديد من الأسواق التجارية الممتلئة بكافة أنواع الملابس والحلي والمجوهرات والعطارة والحلويات وكافة المقتنيات التراثية .
الساحة الهاشمية ملتقى الأحبة والأصحاب وميدان للعب واللهو لأطفالنا الأشقياء ، وموقع سياحي هام لجذب السياح من إخواننا العرب والزوار الأجانب من مختلف انحاء العالم.
ولا ننسى أن الساحة الهاشمية ملجأ للعائلات البسيطة والفقيرة للترفيه فيها عن انفسهم من مشاكل العصر الخانقة ، ومنفسا لتغيير أجواء العمل والبيت والحارة - التي تصاحبنا يومياً وبشكل ممل على مدارالسنة – للإنتقال بها إلى أجواء جديدة تشرح القلوب وتثلج الصدور وتهديء الأعصاب وتزيل الهموم وتجمع السعادة في نفوس تائهة تبحث عن راحة البال ولو لأوقات معدودة.
منذ نعومة أظفاري وأنا اتذكر الساحة الهاشمية جيداً وكأنني زرتها البارحة فكنت أذهب مع عائلتي لنقضي أجمل الأوقات فيها ، وكما هي تزهو دائماً بجمالها الراقي وسعة صدرها لجميع الزائرين اليها، ولا بد ان أذكر في هذا السياق رفيقها الأزلي المدرج الروماني العظيم بمدرجاته واعمدته الشاهقة التي تقف على ابوابه وتلتف حوله كالحرس الوطني لحمايته من أي عدوان يقع عليه.
نعم لا بد أن نفتخر بساحتنا الهاشمية وبهذا التراث الحضاري الأصيل ، فلماذا لا نحافظ على إرثنا هذا كي يبقى معلما سياحياً براقاً في سماء أردننا العزيز في السنوات الأخيرة قمت بأخذ عدة جولات بصحبة بعض الاصدقاء تارة وتارة أخرى بصحبة عائلتي . ولكن............ مالذي يحدث الآن ؟ لقد صعقت من هول ما رأيت من مناظر مريبة تقشعر لها الأبدان، تلك المناظر جعلتني أشعر بقلق وخوف شديدين ، لم تعد الساحة الهاشمية ذلك المكان الجميل الذي إعتدنا عليه ، بل أصبحت وبكل أسف مرتعاً لأصحاب السوابق وتجار المخدرات والبلطجية والشواذ جنسيا ، وملاذا للعاهرات وأولاد الشوارع علنا وبدون خجل او استحياء.
لا يأبهون لنظرات الغضب التي تتجه نحوهم ولا يهابون مراكز الشرطة المتواجدة داخل الساحة وخارجها ، بل في بعض الأحيان يقومون بالتحرش بالمارة والزائرين السياح. ولا بد ان نتذكر ما حدث في عام 2006 ، عندما قام احد البلطجية بإطلاق النار من مسدسه باتجاه مجموعة من السياح الأجانب والذي أدى إلى مقتل سائح بريطاني لم يكن له ذنب سوى انه احب الساحة الهاشمية وأراد التقاط بعض الصور التي تجمعه بها، وظن أنه سيلقى الترحيب والمحبة من قبل ذلك البلطجي المجنون ليهديه عدة طلقات نارية في جسده ويرديه قتيلاً.
لنتقدم إلى الأمام ونسابق الزمن قليلاً فمؤخراً قامت أمانة عمان بمشروع إعادة تطوير الساحة الهاشمية وتوسيعها ، وذلك بهيكلة بنائها من جديد وبشكل منطم يضمن لها إسترجاع جاذبيتها المتألقة والتي عهدناها دوما بحيث تنتشر فيها الحدائق المزهوة بالورود الجميلة وتعود فيها الحركة السياحية فيها إلى افضل ما كانت عليه.
لذا نتمنى من الجهات المسؤولة في مجتمعنا أن تحذو حذو أمانة عمان بالمحافظة على قدسية ساحتنا الهاشمية ، والقضاء على كل مظاهر الفساد التي تحوم حولها ومحاربة كل من تسول له نفسه العبث في هذا التراث الحضاري العريق. لأننا لا بد ان نتذكر دائما أن هذه الساحة رمز من رموز أردننا العظيم فبدلاًَ من أن تكون ساحة لأهل الفساد وأصحاب الأتاوات لما لا تكون ساحة حرية لشرفاء الوطن من الديمقراطيين وأصحاب الفكر الوطني النبيل ؟؟؟؟
المقالات المتعلقة بالساحة الهاشمية في عمان بين الشهيق والزفير